وعذابهم في الحياة الدنيا لا يعني تمام الجزاء، بل تكملته ستكون يوم الجزاء الأكبر (ثمّ يوم القيامة يخزيهم).
فيسألهم اللّه تعالى: (ويقول أين شركائي الذين كنتم تشاقون فيهم) أي تجادلون وتعادون فيهم(2)، فلا يتمكنون من الإِجابة، ولكنْ: (قال الذين أُوتوا العلم إِنّ الخزى اليوم والسوء على الكافرين).
ويظهر من خلال ذلك أنّ المتحدثين يوم القيامة هم العلماء، ولا ينبغي في ذلك المحضر المقدس الحديث بالباطل.
وإِذا رأينا في بعض الرّوايات عن أهل البيت(عليهم السلام) التأكيد على أنّ العلماء في ذلك المحضر هم الأئمّة المعصومون(عليهم السلام) لأنّهم أفضل وأكمل مصداق لذلك(3).
ونعاود الذكر لنقول: إِنّ المقصود من السؤال والجواب في يوم القيامة ليس لكشف أمر خفي، بل هو نوع من العذاب الروحي، وذلك إِحقاقاً للمؤمنين الذين لاقوا اللوم والتوبيخ الشديدين في الحياة الدنيا من المشركين المغرورين.
﴿ثُمَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يُخْزِيهِمْ﴾ يفضحهم أو يدخلهم النار ﴿وَيَقُولُ﴾ توبيخا لهم ﴿أَيْنَ شُرَكَآئِيَ﴾ بزعمكم ﴿الَّذِينَ كُنتُمْ تُشَاقُّونَ﴾ تعادون المؤمنين ﴿فِيهِمْ قَالَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْعِلْمَ﴾ الأنبياء والعلماء والملائكة ﴿إِنَّ الْخِزْيَ الْيَوْمَ وَالْسُّوءَ﴾ الذل والعذاب ﴿عَلَى الْكَافِرِينَ﴾ يقولونه شماتة بهم.