هؤلاء يعتبرون عملهم المذبذب هذا نوعاً من الشطارة والدهاء ﴿يُخَادِعُونَ اللهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا﴾ بينما لا يشعر هؤلاء أنهم يسيئون بعملهم هذا إلى أنفسهم، ويبدّدون بإنحرافهم هذا طاقاتهم، ولا يجنون من ذلك إلاّ الخسران والعذاب الإلهي.
﴿وَمَا يَخْدَعُونَ إلاّ أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ﴾.
في الآية التالية يبيّن القرآن أن النفاق في حقيقته نوع من المرض.
الإنسان السالم له وجه واحد فقط، وفي ذاته انسجام تام بين الروح والجسد، لأن الظاهر والباطن، والروح والجسم، يكمل أحدهما الآخر.
إذا كان الفرد مؤمناً فالإيمان يتجلى في كل وجوده، وإذا كان منحرفاً فظاهره وباطنه يدلان على انحرافه.
وازدواجية الجسم والروح مرض آخر وعلّة إضافية.
﴿يُخَادِعُونَ اللّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا﴾ يعاملونهم معاملة المخادع ﴿وَمَا يَخْدَعُونَ﴾ ما يضرون بتلك الخديعة ﴿إِلاَّ أَنفُسَهُم﴾ رجوع وبال ذلك عليهم دنيا وآخرة ﴿وَمَا يَشْعُرُونَ﴾ أن الأمر كذلك وأن الله يطلع نبيه على نفاقهم وكفرهم.