التّفسير
مثلان للمؤمن والكافر!!
ضمن التعقيب على الآيات السابقة التي تحدثت عن: الإِيمان، الفكر، المؤمنين، الكافرين والمشركين، تشخص الآيات مورد البحث حال المجموعتين (المؤمنين والكافرين) بضرب مثلين حيين وواضحين يشبه المثال الأوّل المشركين بعبد مملوك لا يستطيع القيام بأية خدمة لمولاه، ويشبه المؤمنين بإِنسان غني، يستفيد الجميع من إِمكانياته... (ضرب اللّه مثلا عبداً مملوكاً لا يقدر على شيء).
والعبد ليس له قدرة تكوينية لأنّه أسير بين قبضة مولاه ومحدود الحال في كل شيء، وليس له قدرة تشريعية أيضاً لأنّ حق التصرف بأمواله (إِنْ كان له مال) وكل ما يتعلق به هو بيد مولاه، وبعبارة أُخرى إنّه: عبد للمخلوق،ولا يعني ذلك إِلاّ الأسر والمحدودية في كل شيء.
أمّا ما يقابل ذلك فالانسان المؤمن الذي يتمتع بانواع المواهب والرزق الحسن: (ومَنْ رزقناه منّا رزقاً حسناً) والإِنسان الحر مع ما له من إِمكانيات واسعة (وهو ينفق منه سراً وجهراً) فاحكموا: (هل يستوون).
قطعاً، لا ... فإِذِنْ: (الحمد لله).
اللّه الذي يكون عبده حُرّ وقادر ومنفق، وليس الاصنام التي عبادها أسرى وعديمو القدرة ومحددون (بل أكثرهم لا يعلمون)(1
﴿ضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً﴾ لنفسه وما يشرك به ﴿عَبْدًا مَّمْلُوكًا لاَّ يَقْدِرُ عَلَى شَيْءٍ﴾ عاجز عن التصرف وهذا مثل الأصنام ﴿وَمَن﴾ نكرة موصوفة أي وحرا ﴿رَّزَقْنَاهُ مِنَّا رِزْقًا حَسَنًا﴾ مالا وافرا ﴿فَهُوَ يُنفِقُ مِنْهُ سِرًّا وَجَهْرًا﴾ أي يتصرف فيه كيف شاء وهو مثله تعالى ﴿هَلْ﴾ لا ﴿يَسْتَوُونَ الْحَمْدُ لِلّهِ﴾ لا يستحقه سواه ﴿بَلْ أَكْثَرُهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ﴾ اختصاص الحمد به.