وتتطرق الآية التالية إِلى أسباب ارتداد هؤلاء، فتقول: (ذلك بأنّهم استحبوا الحياة الدنيا على الآخرة وأن اللّه لا يهدي القوم الكافرين) الذين يصرّون على كفرهم وعنادهم.
وخلاصة المقال: حين أسلم هؤلاء تضررت مصالحهم المادية وتعرضت للخطر المؤقت، فندموا على إِسلامهم لشدّة حبّهم لدنياهم، وعادوا خاسئين إِلى كفرهم.
وبديهي أن من لا يرغب في الإِيمان ولا يسمح له بالدخول إِلى أعماق نفسه، لا تشمله الهداية الإِلهية، لأنّ الهداية تحتاج إِلى مقدمات كالسعي للحصول على رضوانه سبحانه والجهاد في سبيله، وهذا مصداق لقوله عزَّوجلّ في آخر سورة العنكبوت: (والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا).
﴿ذَلِكَ﴾ الوعيد لهم ﴿بِأَنَّهُمُ اسْتَحَبُّواْ الْحَيَاةَ الْدُّنْيَا﴾ آثروها ﴿عَلَى الآخِرَةِ وَأَنَّ﴾ وبسبب أن ﴿اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ﴾ يخذلهم بكفرهم.