التّفسير
الذين كفروا فأصابهم العذاب:
قلنا مراراً: إِنّ هذه السورة هي سورة النِعَمْ، النعم المادية والمعنوية وعلى كافة الأصعدة، وقد مرَّ ذكر في آيات متعددة من هذه السورة المباركة.
وتصور لنا الآيات أعلاه عاقبة الكفر بالنعم الإِلهية على شكل مثل واقعي.
ويبتدأ التصوير القرآني بضرب مثل لمن لم يشكر نعمة اللّه عليه: (ضرب اللّه مثلا قرية كانت آمنة) لا تضطر إِلى هجرة إِجبارية، بل تعيش في أمن وأمان(مطمئنة) ومضافاً الى ذلك (يأتيها رزقها رغداً من كل مكان).
ولكنّ حالها قد تبدّل في النهاية (فكفرت بأنعم اللّه فأذاقها اللّه لباس الجوع والخوف بما كانوا يصنعون).
﴿وَضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً قَرْيَةً﴾ بدل أي أهلها قيل هي مكة وقيل غيرها ﴿كَانَتْ آمِنَةً﴾ من المخاوف ﴿مُّطْمَئِنَّةً﴾ قارة بأهلها ﴿يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا﴾ واسعا ﴿مِّن كُلِّ مَكَانٍ﴾ ناحية ﴿فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللّهِ﴾ جمع نعمة ﴿فَأَذَاقَهَا اللّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ﴾ استعير الذوق لإدراك أثر الشدة واللباس لما غشيهم منها وأوقع الإذاقة عليه نظرا إلى المستعار له وهو الإدراك أي عرفها الله على أثر لباس الجوع والخوف ﴿بِمَا كَانُواْ يَصْنَعُونَ﴾ بصنعهم.