إنه نوع من التضاد والإنفصال في الشخصية الإنسانية: ﴿في قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ﴾.
وبما أنّ سنّة الله في الكون اقتضت أن يتيسّر الطريق لكل سالك، وأن تتوفر سبل التقدّم لكل من يجهد في وضع قدمه على طريق.
وبعبارة اُخرى: إن تكريس أعمال الإنسان وأفكاره في خط معين، تدفعه نحو الإنغماس والثبات في ذلك الخط فقد أضاف القرآن قوله: ﴿فَزَادَهُمُ اللهُ مَرَضاً﴾.
وبما أن الكذب رأس مال المنافقين، يبرّرون به ما في حياته من متناقضات، ولهذا أشار القرآن في ختام الآية إلى هذه الحقيقة: ﴿وَلَهُمْ عَذَابٌ ألِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ﴾.
﴿فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ﴾ نفاق أو شك أو كفر وغل أو جبن ﴿فَزَادَهُمُ اللّهُ مَرَضاً﴾ بإعلاء شأن نبيه ﴿وَلَهُم عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾ مؤلم ﴿بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ﴾ بالتخفيف أي بسبب كذبهم بقولهم آمنا بالله وبالتشديد أي لتكذيبهم الرسول ولفظ كان للاستمرار.