ثمّ أنّ الإِنسان قد لا يملك ما يعطيه للمسكين أحياناً، وفي هذه الحالة ترسم الآية الكريمة طريقة التصرُّف بالنحو الآتي: (إِمّا تعرضن عنهم ابتغاء رحمة مِن ربّك ترجوها فقل لهم قولا ميسوراً).
"ميسور" مُشتقّة مِن "يسر" وهي بمعنى الراحة والسهولة، أمّا هنا فلها مفهوم واسع، يشمل كل كلام جميل وسلوك مقرون بالإِحترام والمحبّة، وإِذا فسَّرها البعض بمعنى الوعد للمستقبل فإِنَّ ذلك أحد مصاديقها.
نقرأ في الرّوايات، أنَّه بعد نزول هذه الآية، كانَ إِذا جاء شخص محتاج إِلى رسول اللّه(صلى الله عليه وآله وسلم)، والرّسول لا يملك شيئاً لإِعطائه، قال له(صلى اللهعليه وآله وسلم): "يرزقنا اللّه وإِيّاكم مِن فضله"(4).
وقديماً عندما كانَ السائل يطرق الباب، ويطلب مِنّا شيئاً لا نستطيع إعطاءه إِيّاه، نقول له "العفو" وذلك تأكيداً على أنَّ لهذا السائل حق علينا يُطالِبنا به، وإِذا كُنّا لا نملك قضاء حاجته وإِعطاءه حقّه، فإِننا نطلب منه العفو.
﴿وَإِمَّا تُعْرِضَنَّ عَنْهُمُ﴾ عن ذي القربى والمسكين وابن السبيل إذ لم تجد ما تعطيهم ﴿ابْتِغَاء رَحْمَةٍ مِّن رَّبِّكَ تَرْجُوهَا﴾ لطلب رزق منه تنتظره أن يأتيك فتعطيهم منه ﴿فَقُل لَّهُمْ قَوْلاً مَّيْسُورًا﴾ لينا أي عدهم وعدا جميلا أو ادع لهم باليسر مثل يرزقنا الله وإياكم.