وَبما أنَّ كلام المشركين وعباراتهم توحي بأنّهم نزلوا في أدراكهم لله عزَّوجل إِلى مستوى أن يكون طرفاً للنزاع، لذا فإِنَّ الآية تقول بعد ذلك مُباشرة: (سبحانهُ وتَعالى عمّا يقولون عُلواً كبيراً).
في الواقع إِنَّ هَذا التعبير القرآني القصير، يوضح - مِن خلال أربعة تعابير - علو الكبرياء الإِلهية ونزاهتها عن مِثل هَذِهِ التخيلات، إذ تقول:
1 - استخدام كلمة (سبحانه) بمعنى التنزيه للذات الإِلهية.
2 - ثمّ تعبير (وَتعالى عمّا يقولون).
3 - ثمّ استخدام (علواً) وَهي مفعول مطلق يفيد التأكيد.
4 - أخيراً، جاءت كلمة (كبيراً) للتأكيد مجدداً على معاني التنزيه والعلو.
وَبعد ذلك فإنَّ جملة (عمّا يقولون) لها معنى واسع حيثُ أنّها تنفي كل أشكال التهم الباطلة ولوازمها.
﴿سُبْحَانَهُ﴾ تنزيها له ﴿وَتَعَالَى عَمَّا يَقُولُونَ﴾ بالتاء والياء ﴿عُلُوًّا كَبِيرًا﴾ تعاليا متباعدا عن صفات الممكنات.