في الآية التي بعدها إشارة إِلى بعض خصوصيات القيامة في قوله تعالى: (يوم يدعوكم فتستجيبون بحمده) أي إن بعثكم يكون يوم يدعوكم من القبور فتمتثلون لأمره طوعاً أوكرهاً، والآية - بالطبع - تتحدث عن خصوصية يوم القيامة لا عن موعد القيامة.
في ذلك اليوم ستظنون أنّكم لبتثم قليلا في عالم ما بعد الموت (البرزخ) وَهو قوله تعالى: (وَتظنون إِن لبثتم إِلاَّ قليلا) إِنَّ هذا الإِحساس سيطغى على الإِنسان في يوم القيامة، وَهو يظن أنَّهُ لم يلبث في عالم البرزخ إِلاَّ قليلا، بالرغم مِن طول الفترة التي قضاها هُناك، وَهَذِهِ إشارة إِلى أنَّ حياة البرزخ لا تعتبر في مدتها شيئاً في قبال عالم الخلود الاُخروي.
بعض المفسّرين يحتمل أنَّ الغرض مِن الآية هو الإشارة إِلى حياةِ الإِنسان في الدنيا، والمعنى أنَّ الإِنسان سيدرك في يوم القيامة أنَّ الحياة الدنيوية لم تكن إِلاَّ وَقفة، أو يوم، بل وَساعات قصار سريعة الزوال في مقابل الحياة الآخر الأبدية.
﴿يَوْمَ يَدْعُوكُمْ﴾ من قبوركم على لسان إسرافيل عند النفخة الثانية ﴿فَتَسْتَجِيبُونَ بِحَمْدِهِ﴾ تجيبون حامدين له أو مطاوعين لبعثه مطاوعة الحامد له ﴿وَتَظُنُّونَ إِن لَّبِثْتُمْ﴾ في الدنيا أو في البرزخ ﴿إِلاَّ قَلِيلاً﴾ لهول ما ترون.