ولكن موسى(ع) لم يسكت أمام اتّهام فرعون له، بل أجابهُ بلغة قاطعة يعرف فرعون مغزاها الدقيق، إِذ قالَ لهُ: (قال لقد علمت ما أنزل هؤلاء إِلاّ ربَّ السموات والأرض بَصائر).
لذا فإِنّك - يا فرعون - تعلم بوضوح أنَّك تتنكر للحقائق، برغم علمك بأنّها مِن الله! فهذه "بصائر" أي أدلة واضحة للناس كي يتعرفوا بواسطتها على طريق الحق.
وعندما سيسلكون طريق السعادة.
وبما أنّك - يا فرعون - تعرف الحق وتنكره، لذا: (وإِنّي لأظنّك يا فرعون مثبوراً).
(مثبور) مِن (ثبور) وتعني الهلاك.
﴿قَالَ لَقَدْ عَلِمْتَ﴾ يا فرعون ﴿مَا أَنزَلَ هَؤُلاء﴾ أي الآيات ﴿إِلاَّ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ بَصَآئِرَ﴾ حججا تبصرك صدقي ولكنك تعاند ﴿وَإِنِّي لَأَظُنُّكَ يَا فِرْعَونُ مَثْبُورًا﴾ هالكا أو مصروفا عن الخير.