ولأنَّ فرعون لم يستطع أن يقف بوجه استدلالات موسى القوية، فإِنَّهُ سلك طريقاً يسلكهُ جميع الطواغيت عديمي المنطق في جميع القرون وكافة الأعصار، وذاكَ قوله تعالى: (فأراد أن يستفزَّهم مِن الأرض فأغرقناه ومَن معهُ جميعاً).
"يستفز" مِن "استفزاز" وتعني الإِخراج بقوة وعنف.
﴿فَأَرَادَ﴾ فرعون ﴿أَن يَسْتَفِزَّهُم﴾ يزعج موسى وقومه بالنفي أو القتل ﴿مِّنَ الأَرْضِ﴾ أرض مصر ﴿فَأَغْرَقْنَاهُ وَمَن مَّعَهُ جَمِيعًا﴾ جمعا عارضناه بنقيض مراده.