ومِن أجل وضع حد لأقاويل الناس حول مكثهم في الكهف تؤكّد الآية: (قل الله أعلم بما لبثوا) لماذا؟ لأن: (لهُ غيب السماوات والأرض).
والذي يعرف خفايا وظواهر عالم الوجود ويُحيط بها جميعاً، كيف لا يعرف مدّة بقاء أصحاب الكهف: (أبصر به وأسمع)(3) ولهذا السبب فإِنَّ سكان السماوات والأرض: (ما لهم مِن دونه مِن ولي).
أمّا مَن هو المقصود بالضمير (هم) في (مالهم) فقد ذكر المفسّرون أقوالا كثيرة، إِذا يعتقد البعض أنّها اشارة إلى سكان السماوات والأرض، أمّا البعض الآخر فيعتقد أن الضمير إِشارة إِلى أصحاب الكهف، بمعنى أنَّ أصحاب الكهف لا يملكون ولياً مِن دون الله، فهو الذي تولاهم في حادثة الكهف، وقام بحمايتهم.
ولكن بالنظر إلى الجملة التي قبلها، يكون التّفسير الأوّل أقرب.
وفي نهاية الآية يأتي قوله تعالى: (ولا يُشرك في حكمه أحداً).
هذا الكلام هو في الحقيقة تأكيد على الولاية المطلقة للخالق جلَّوعلا، إِذ ليسَ هُناك قدرة أُخرى لها حق الولاية المطلقة على العالمين، ولا يوجد شريك له تعالى في ولايته، يعني ليس ثمّة قدرة أُخرى غير الله لها حق الولاية في العالم، لا بالإِستقلال ولا بالإِشتراك.
﴿قُلِ اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثُوا﴾ فخذوا بما أخبر به ودعوا قول أهل الكتاب ﴿لَهُ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَبْصِرْ بِهِ﴾ أي بالله ﴿وَأَسْمِعْ﴾ به صيغتا تعجب أي ما أبصره وأسمعه والهاء فاعل والباء زائدة ﴿مَا لَهُم﴾ لأهل السموات والأرض ﴿مِّن دُونِهِ مِن وَلِيٍّ﴾ يتولى أمورهم ﴿وَلَا يُشْرِكُ فِي حُكْمِهِ﴾ في قضائه ﴿أَحَدًا﴾ منهم.