ثمّ تبيّن الآية التالية وضع أُولئك في عرصات القيامة، فتقول عندما يقدمون علينا يوم القيامة فسوف تكون لهم اسماع قوية وابصار حادّه فيسمعون ويرون جميع الحقائق التي كانت خافية عليهم في هذه الدنيا، ولكن الظالمين اليوم، أي في هذه الدنيا غافلون عن هذه العاقبة: (اسمع بهم وأبصر يوم يأتوننا لكن الظالمون اليوم في ضلال مبين).
إِنّ من الواضح أن الحجب سترتفع في النشأة الآخرة، لأنّ آثار الحق هناك أوضح من آثاره في عالم الدنيا بمراتب ومن الطبيعي أن تسلب المحكمة وآثار الأعمال نوم الغفلة من العين والأذن، وحتى عمي القلوب فإِنّهم سيعون الأمر ويعلمون الحق، إِلاّ أن هذا الوعي والعلم لا ينفعهم شيئاً.
وفسّر بعض المفسّرين كلمة (اليوم) في جملة (لكن الظالمون اليوم في ضلال مبين) بيوم القيامة، أي إِن معنى الآية: إِنّهم سيصبحون ناظرين سامعين، إِلاَّ أنّ هذا النظر والسمع سوف لا ينفعهم في ذلك اليوم، وسيكونون في ضلال مبين.
لكن يبدو أن التّفسير الأوّل أصح(5).
﴿أَسْمِعْ بِهِمْ وَأَبْصِرْ﴾ أي ما أسمعهم وأبصرهم ﴿يَوْمَ يَأْتُونَنَا﴾ في الآخرة ﴿لَكِنِ الظَّالِمُونَ﴾ أقيم مقام الضمير إيذانا بالعلة ﴿الْيَوْمَ﴾ أي في الدنيا ﴿فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ﴾.