ثمّ تؤكّد الآية التالية مرّة أُخرى على مصير المنحرفين والظالمين في ذلك اليوم، فتقول: (وأنذرهم يوم الحسرة إِذا قضي الأمر وهم في غفلة وهم لا يؤمنون).
من المعلوم أنّ ليوم القيامة أسماء مختلفة في القرآن المجيد، ومن جملتها (يوم الحسرة) حيث يتحسر المؤمنون المحسنون على قلّة عملهم، وياليتهم كانوا قد عملوا أكثر، وكذلك يتحسر المسيئون، لأنّ الحجب تزول، وتتضح حقائق الأعمال ونتائجها للجميع.
واعتبر البعض جملة (إِذ قضي الأمر) مرتبطة بانتهاء برامج ووقائع الحساب والجزاء والتكليف في يوم القيامة، واعتبرها بعضهم إِشارة إِلى فناء الدنيا، وعلى هذا التّفسير فإنّ الآية تحذر هؤلاء وتخيفهم من يوم الحسرة، ذلك الحين الذي تفنى فيه الدنيا وهم في حالة الغفلة وعدم الإِيمان.
إِلاّ أنّ التّفسير الأوّل هو الأصح كما يبدو، خاصّة وأنّه قد روي في حديث عن الإِمام الصادق(ع) في تفسير جملة (إِذ قضي الأمر) أنّه قال: "أي قضي على أهل الجنّة بالخلود فيها، وقضي على أهل النّار بالخلود فيها"(6).
﴿وَأَنذِرْهُمْ﴾ خوف كفارمكة(يوم الحسرة)يوم القيامة بتحسر المسيء فيه هلا أحسن العمل ﴿إِذْ قُضِيَ الْأَمْرُ﴾ فرغ من الحساب أو أدخل قوم الجنة وقوم النار ﴿وَ﴾ إذ ﴿هُمْ فِي غَفْلَةٍ وَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ﴾ حال متعلقة بأنذرهم يعطي التعليل.