سبب النّزول
الآيات الأُولى - على رأي جماعة من المفسّرين - نزلت في شأن "أُبي بن خلف"، أو "الوليد بن المغيرة"، حيث أخذوا قطعة من عظم منخور، ففتوه بأيديهم ونثروه في الهواء حتى تطايرت كل ذرة منه إِلى جهة، وقالوا انظروا إِلى محمّد الذي يظن أن الله يحيينا بعد موتنا وتلاشي عظامنا مثل هذا العظم! إِن هذا شيء غير ممكن أبداً.
فنزلت هذه الآيات وأجابتهم، جواباً قاطعاً، جواباً مفيداً ومعلماً لكل البشر، وفي جميع القرون والأعصار.
التّفسير
حال أهل النّار:
مرّت في الآيات السابقة بحوث عديدة حول القيامة والجنّة والجحيم، وتتحدث هذه الآيات التي نبحثها حول نفس الموضوع، فتعيد الآية الأُولى أقوال منكري المعاد، فتقول: (ويقول الإِنسان ءإذا ما مت لسوف أُخرج حياً).
هذا الإِستفهام استفهام إِنكاري طبعاً، أي إنّ هذا الشيء غير ممكن.
أمّا التعبير بالإِنسان (وخاصّة مع ألف ولام الجنس)، مع أنّه كان من المناسب أن يذكر الكافر محله - فربّما كان من جهة أن هذا السؤال مخفي في طبع كل إِنسان في البداية بزيادة ونقيصة، وبسماع مسألة الحياة بعد الموت سترتسم في ذهنه علامة الإِستفهام فوراً.
﴿وَيَقُولُ الْإِنسَانُ﴾ أي جنسه أو المنكر للبعث ﴿أَئِذَا مَا مِتُّ لَسَوْفَ أُخْرَجُ حَيًّا﴾ من القبر أو من حال الموت وقدم الظرف مصدرا بهمزة الإنكار لأن المنكر كون ما بعد الموت وقت الحياة.