ثمّ تهدد الآية التالية منكري المعاد، والمجرمين الكافرين: (فوربّك لنحشرنّهم والشياطين ثمّ لنحضرنّهم حول جهنم جثياً).
إِنّ هذه الآية توحي بأنّ محكمة الأفراد الكافرين والمجرمين قريبة من جهنم! والتعبير بـ "جثيا" - مع العلم أن جثي جمع جاثي، وهو الذي يجثو على ركبتيه - ربّما كان إِشارة إِلى ضعف وعجز وذلة هؤلاء، حتى أنّهم لا قدرة لهم على الوقوف أحياناً.
ولهذه الكلمة معاني أُخرى أيضاً، فمن جملتها أنّهم فسروا "جثياً" بمعنى جماعة جماعة، وبعضهم فسّرها بمعنى الكثرة وازدحام بعضهم على بعض كتراكم التراب والحجارة، إِلاّ أنّ التّفسير الأوّل هو الأنسب والأشهر.
﴿فَوَرَبِّكَ لَنَحْشُرَنَّهُمْ﴾ أي منكري البعث ﴿وَالشَّيَاطِينَ﴾ مقرونين بهم ﴿ثُمَّ لَنُحْضِرَنَّهُمْ حَوْلَ جَهَنَّمَ جِثِيًّا﴾ على الركب لما يدهشهم من الهول.