علامتهم الاُخرى: إعتدادهم بأنفسهم واعتقادهم أنهم ذووا عقل وتدبير، وأن المؤمنين سفهاء وبسطاء: ﴿وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُوا كَمَا آمَنَ النَّاسُ، قَالُوا: أَنُؤْمِنُ كَمَا آمَنَ السُّفَهَاءُ؟!!﴾.
وهكذا تنقلب المعايير لدى هؤلاء المنحرفين، فيرون الإنصياع للحق وإتباع يالدعوة الإلهية سفاهة، بينما يرون شيطنتهم وتذبذبهم تعقّ ودراية!! غير أن الحقيقة عكس مايرون: ﴿أَلاّ إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهَاءُ وَلَكِنْ لاَ يَعْلَمُونَ﴾.
أليس من السفاهة أن لا يضع الإنسان لحياته خطاً معيناً، ويبقى يتلوّن بألوان مختلفة؟! أليس من السفاهة أن يضيّع الإنسان وحدة شخصيته، ويتجه نحو إزدواجية الشخصية وتعدّد الشخصيات في ذاته، ويهدر بذلك طاقاته على طريق التذبذب والتآمر والتخريب، وهو مع ذلك يعتقد برجاحة عقله؟!
﴿وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُواْ كَمَا آمَنَ النَّاسُ﴾ كسلمان والمقداد وأبي ذر وعمار ﴿قَالُواْ أَنُؤْمِنُ كَمَا آمَنَ السُّفَهَاء﴾ المذلون أنفسهم لمحمد حتى إذا اضمحل أمرهم أهلكهم أعداؤه ﴿أَلا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهَاء﴾ الإخفاء العقول والأراذل إذ عرفوا بالنفاق عند الفريقين ﴿وَلَكِن لاَّ يَعْلَمُونَ﴾ أن الأمر كذلك وأن الله يطلع نبيه على أسرارهم.