ثمّ تتحدث عن مالكية الله بعد حاكميته فتقول: (له ما في السماوات وما في الأرض وما بينهما وما تحت الثرى).
"الثرى" في الأصل بمعنى التراب الرطب، ولما كانت قشرة الأرض - فقط - هي التي تجف نتيجة لأشعة الشمس وهبوب الرياح، وتبقى الطبقة السفلى - غالباً - رطبة، فإنّه يقال لهذه الطبقة: ثرى، وعلى هذا فإن (وما تحت الثرى) تعني أعماق الأرض وجوفها، وكلها مملوكة لمالك الملك وخالق عالم الوجود.
إِلى هنا بُينت ثلاثة أركان من أركان صفات الله: الركن الأوّل: "خالقيته"، والثّاني: "حاكميته"، والثّالث: "مالكيته".
﴿لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا﴾ من المخلوقات ملكا وتدبيرا ﴿وَمَا تَحْتَ الثَّرَى﴾ هو التراب الندي وهو ما جاور البحر من الأرض فما تحته هو سائر طبقاتها وما فيها من المعادن وغيرها.