التّفسير
عصا موسى واليد البيضاء:
لا شك أنّ الأنيباء يحتاجون إِلى المعجزة لإِثبات ارتباطهم بالله، وإِلاّ فإنّ أي واحد يستطيع أن يدعي النّبوة، وبناء على هذا فإِن معرفة الأنبياء الحقيقيين من المزيفين لا يتيسر إِلاّ عن طريق المعجزة.
وهذه المعجزة يمكن أن تكون بذاتها دعوة وكتاباً سماوياً للنّبي، ويمكن أن تكون أُموراً أُخرى من قبيل المعجزات الحسية والجسمية، إِضافة إِلى أن المعجزة مؤثرة في نفس النّبي، فهي تزيد من عزيمته وإيمانه وثباته.
على كل حال، فإِن موسى(ع) بعد تلقيه أمر النّبوة، يجب أن يتلقى دليلها وسندها أيضاً، وهكذا تلقّى موسى(ع) في تلك الليلة المليئة بالذكريات والحوادث معجزتين كبيرتين من الله، ويبيّن القرآن الكريم هذه الحادثة فيقول: (وما تلك بيمينك يا موسى)؟
إِنّ هذا السؤال البسيط المقترن باللطف والمحبة، إِضافة إِلى أنّه بثّ الطمانينة في نفس موسى(ع) الذي كان غارقاً حينئذ في دوامة من الاضطراب والهيجان فإنّه كان مقدمة لحادثة مهمّة.
﴿وَمَا تِلْكَ﴾ سؤال تقرير ليقع المعجز بها بعد التثبت فيها ﴿بِيَمِينِكَ﴾ حال معنى تلك أو صلتها ﴿يَا مُوسَى﴾.