إلاّ أنّ أنصار الإستمرار في المواجهة إنتصروا أخيراً وأخذوا زمام المبادرة بيدهم، وشرعوا في تحريك السّحرة بطرق مختلفة، فأوّلا (قالوا إن هذان لساحران)(4) وبناءً على هذا فلا يجب أن تخافوا مواجهتهما، لأنّكم كبار وأساتذة السحر في هذه البلاد العريضة، ولأنّ قوتكم وقدرتكم أكبر منهما!
ثمّ إنّهما (يريدان أن يخرجاكم من أرضكم بسحرهما) الوطن الذي هو أعزّ من أنفسكم، إضافة إلى أنّهما لا يقنعان بإخراجكم من أرضكم، بل إنّهما يريدان أيضاً أن يجعلا مقدّساتكم اُضحوكة ومحلا للسخرية (ويذهبا بطريقتكم المثلى)(5).
﴿قَالُوا إِنْ هَذَانِ لَسَاحِرَانِ﴾ على لغة جعل المثنى كالمقصور أو الاسم ضمير الشأن محذوف أو إن بمعنى نعم أو إن مخففة واللام بمعنى إلا ﴿يُرِيدَانِ أَن يُخْرِجَاكُم مِّنْ أَرْضِكُم بِسِحْرِهِمَا وَيَذْهَبَا بِطَرِيقَتِكُمُ الْمُثْلَى﴾ بدينكم الأفضل كإظهارهما دينهما وقيل الطريقة أشراف القوم أي بأشرافكم بصرف وجوههم إليهما.