في هذه الأثناء (فأوجس في نفسه خيفةً موسى) وكلمة "أوجس" أخذت من مادّة (إيجاس) وفي الأصل من (وجس) على وزن (حبس) بمعنى الصوت الخفي، وبناءً على هذا فإنّ الإيجاس يعني الإحساس الخفي والداخلي، وهذا يوحي بأنّ خوف موسى الداخلي كان سطحيّاً وخفيفاً، ولم يكن يعني أنّه أولى إهتماماً لهذا المنظر المرعب لسحر السّحرة، بل كان خائفاً من أن يقع الناس تحت تأثير هذا المنظر بصورة يصعب معها إرجاعهم إلى الحقّ.
أو أن يترك جماعة من الناس الميدان قبل أن تتهيّأ الفرصة لموسى لإظهار معجزته، أو أن يخرجوهم من الميدان ولا يتضح الحقّ لهم، كما نقرأ في خطبة الإمام علي (ع) الرقم (السادس) من نهج البلاغة: "لم يوجس موسى (ع) خيفة على نفسه، بل أشفق من غلبة الجهّال ودول الضلال"(2).
ومع ما قيل لا نرى ضرورة لذكر الأجوبة الاُخرى التي قيلت في باب خوف موسى (ع).
﴿فَأَوْجَسَ﴾ فأضمر ﴿فِي نَفْسِهِ خِيفَةً مُّوسَى﴾ من أن يشك الناس فلا يتبعوه أو للطبع البشري.