بناءً على هذا، فإنّ المراد من جملة (ألاّ تتّبعن) هو: لماذا لم تتّبع طريقة عملي في شدّة مواجهة عبادة الأصنام؟ أمّا ما قاله بعض المفسّرين من أنّ المراد هو: لماذا لم تثبت معي على التوحيد مع الذين ثبتوا، ولم تأت معي إلى جبل الطور، فيبدو بعيداً جدّاً، ولا يتناسب كثيراً والجواب الذي سيبديه هارون في الآيات التالية.
ثمّ أضاف: (أفعصيت أمري)؟ لقد كان موسى (ع) يتحدّث بهذا الكلام مع أخيه وهو في فورة وسَورة من الغضب، وكان يصرخ في وجهه، وقد أخذ برأسه ولحيته يجرّه إليه.
﴿أَلَّا تَتَّبِعَنِ﴾ أن تلحقني أو تتبعني في قتالهم بمن أطاعك إذ لو كنت فيهم لقاتلتهم ولا زائدة ﴿أَفَعَصَيْتَ أَمْرِي﴾ إقامتك فيهم أو ترك مجاهدتهم.