ثمّ تتطرّق الآيات إلى وصف يوم القيامة وبدايته، فتقول: (يوم ينفخ في الصور ونحشر المجرمين يومئذ زرقاً) وكما أشرنا سابقاً، فإنّه يستفاد من آيات القرآن أنّ نهاية هذا العالم وبداية العالم الآخر ستتمّان بحركتين عنيفتين فجائيّتين، وعبّر عن كلّ منهما بـ(نفخة الصور)، وسنبيّن ذلك في سورة الزمر ذيل الآية 68 إن شاء الله تعالى.
لفظة "زُرق" جمع "أزرق" تأتي عادةً بمعنى زرقة العين، إلاّ أنّها تطلق أحياناً على القاتم جسده بسبب الشدّه والألم، فإنّ البدن عند تحمّل الألم والتعب والعذاب يضعف، ويفقد طراوته، فيبدو قاتماً وكأنّه أزرق.
وفسّر بعضهم هذه الكلمة بمعنى "العمى"، لأنّ الأشخاص زرق العيون يعانون ويبتلون عادةً بضعف شديد في البصر، وذلك يقترن عادةً بكون كلّ شعر بدنهم أبيضاً.
إلاّ أنّ ما ذكرناه آنفاً من تفسير ربّما كان هو الأنسب.
﴿يَوْمَ يُنفَخُ فِي الصُّورِ﴾ قرن مخصوص ﴿وَنَحْشُرُ الْمُجْرِمِينَ﴾ المشركين ﴿يَوْمَئِذٍ زُرْقًا﴾ عيونهم والزرقة أبغض ألوان العيون إلى العرب أو عميا إذ الأعمى تزرق عينه.