ولمّا كان حضور الناس في عرصات القيامة للحساب والجزاء لابدّ معه من علم الله سبحانه بأعمالهم وسلوكهم ومعاملاتهم، فإنّ الآية التالية تضيف: (يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ولا يحيطون به علماً)(9) فهو يعلم ما قدّم المجرمون وما فعلوه في الدنيا، وهو مطّلع على كلّ أفعالهم وأقوالهم ونيّاتهم في الماضي وما سيلاقونهمن الجزء في المستقبل، إلاّ أنّهم لا يحيطون بعلم الله.
وبهذا فإنّ إحاطة علم الله سبحانه تشمل العلم بأعمال هؤلاء وبجزائهم، وهذان الركنان في الحقيقة هما دعامة القضاء التامّ العادل، وهو أن يكون القاضي عالماً ومطّلعاً تماماً على الحوادث التي وقعت، وكذلك يعلم بحكمها وجزائها.
﴿يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ﴾ ما كان في حياتهم ﴿وَمَا خَلْفَهُمْ﴾ بعد مماتهم ﴿وَلَا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْمًا﴾ لا يحيط علمهم بمعلوماته وبذاته.