ومن أجل أن يتّضح أيضاً مصير الذين ينسون أمر الحقّ، فقد أضاف تعالى (ومن أعرض عن ذكري فإنّ له معيشةً ضنكاً ونحشره يوم القيامة أعمى).ومن الطريف أن نقرأ في الرّوايات الإسلامية أنّه سئل الإمام الصادق (ع) عن المراد من الآية: (ومن أعرض عن ذكري فإنّ له معيشة ضنكاً)؟ قال: "يعني الإعراض عن ولاية أمير المؤمنين"(2).
أجل .. فإنّ الذي يستلهم العبرة من حياة علي (ع)، ذلك الرجل العظيم الذي كانت الدنيا في نظره لا تساوي عفطة عنز، والذي إنقطع إلى الله حتّى صغرت الدنيا في عينه إلى هذا الحدّ، فمن يكن كذلك فستكون حياته في سعة ورفاه، أمّا اُولئك الذين ينسون المُثُل والقدوة فإنّهم في ضنك العيش في كلّ الأحوال.
وقد فُسّر الإعراض عن ذكر الله - في الآية - بترك الحجّ من قِبَل القادرين عليه، وذلك لأنّ مراسم الحج تهزّ الإنسان، وتوجد إرتباطاً وعلاقة جديدة بين الإنسان وربّه بحيث يكون هذا الإرتباط هو مفتاح حياته، في حين أنّ عكس هذا الأمر يؤدّي إلى الإرتباط الشديد بالماديات التي هي أساس المعيشة الضنكا.
﴿وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي﴾ أي القرآن وسائر كتب الله ﴿فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا﴾ ضيقة ﴿وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى﴾ القلب أو البصر.