التّفسير
لقد أصدرت في هذه الآيات أوامر وتوجيهات للنبي، والمراد منها والمخاطب فيها عموم المسلمين، وهي تتمّة للبحث الذي قرأناه آنفاً حول الصبر والتحمّل.
فتقول أوّلا: (ولا تمدّن عينيك إلى ما متّعنا به أزواجاً منهم) فإنّ هذه النعم المتزلزلة الزائلة ما هي إلاّ (زهرة الحياة الدنيا)، تلك الأزهار التي تُقطع بسرعة وتذبل وتتناثر على الأرض، ولا تبقى إلاّ أيّاماً معدودات.
في الوقت الذي أمددناهم بها (لنفتنهم فيه ورزق ربّك خير وأبقى) فإنّ الله سبحانه وهب لك مواهب ونعماً متنوّعة، فأعطاك الإيمان والإسلام، والقرآن والآيات الإلهيّة والرزق الحلال الطاهر، وأخيراً نعم الآخرة الخالدة، هذه الهبات والعطايا المستمرّة الدائمة.
﴿وَلَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ﴾ لا تنظرن ﴿إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِّنْهُمْ﴾ أصنافا من الكفار ﴿زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنيَا﴾ زينتها وبهجتها ﴿لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ﴾ لنختبرهم أو لنعذبهم به ﴿وَرِزْقُ رَبِّكَ﴾ ما وعدك به في الآخرة أو ما رزقك من العلم والنبوة ﴿خَيْرٌ﴾ مما متعهم به في الدنيا ﴿وَأَبْقَى﴾ وأدوم.