وقالت الآية التالية: أنذر هؤلاء و (قل كلّ متربّص) فنحن بإنتظار الوعود الإلهيّة في حقّكم، وأنتم بإنتظار أن تحيط بنا المشاكل والمصائب (فتربّصوا فستعلمون من أصحاب الصراط السوي ومن إهتدى) وبهذه الجملة الحاسمة العميقة المعنى تنتهي المحاورة مع هؤلاء المنكرين العنودين المتذّرعين.
وخلاصة القول: فإنّ هذه السورة لمّا كانت قد نزلت في مكّة، وكان النّبي (صلى الله عليه وآله وسلم)والمسلمون تحت ضغط شديد من قبل الأعداء، فإنّ الله قد واساهم وسرّى عن نفوسهم في نهاية هذه السورة، فتارةً ينهاهم عن أن تأخذهم وتبهرهم أموال المنكرين الزائلة وثرواتهم، إذ هي للإمتحان والإبتلاء، وتارةً يأمرهم بالصلاة والإستقامة لتقوى قواهم المعنوية أمام كثرة الأعداء.
وأخيراً يبشّر المسلمين بأنّ هؤلاء إن لم يؤمنوا فإنّ لهم مصيراً أسود مشؤوماً يجب أن يكونوا في إنتظاره.
اللهمّ اجعلنا من المهتدين وأصحاب الصراط المستقيم.
اللهم ألهمنا تلك الشهامة التي لا نرهب معها كثرة الأعداء، ولا نضعف عند الحوادث الصعبة.
واخلع عنّا أطمار العناد واللجاجة، ووفّقنا لقبول الحقّ.
نهاية سورة طه
﴿ قُلْ كُلٌّ﴾ منا ومنكم ﴿مُّتَرَبِّصٌ﴾ منتظر عاقبة الأمر ﴿فَتَرَبَّصُوا﴾ تهديد ﴿فَسَتَعْلَمُونَ مَنْ أَصْحَابُ الصِّرَاطِ السَّوِيِّ﴾ الدين المستقيم ﴿وَمَنِ اهْتَدَى﴾ لطريق الحق نحن أم أنتم.