وأشارت الآية التالية إلى جانب آخر من آيات التوحيد ونعم الله الكبيرة، فقالت: (وجعلنا في الأرض رواسي أن تميد بهم)(3) وقلنا فيما مضى: إنّ الجبال كالدرع الذي يحمي الأرض، وهذا هو الذي يمنع - إلى حدّ كبير - من الزلازل الأرضيّة الشديدة التي تحدث نتيجة ضغط الغازات الداخلية.
إضافةً إلى أنّ وضع الجبال هذا يقلّل من حركات القشرة الأرضيّة أمام ظاهرة المدّ والجزر الناشئة بواسطة القمر إلى الحدّ الأدنى.
ومن جهة أُخرى فلولا الجبال، فإنّ سطح الأرض سيكون معرّضاً للرياح القويّة دائماً، وسوف لا تستقرّ على حال أبداً، كما هي حال الصحاري المقفرة المحرقة.
ثمّ أشارت الآية إلى نعمة أُخرى، وهي أيضاً من آيات عظمة الله، فقالت: (وجعلنا فيها فجاجاً سبلا لعلّهم يهتدون).
ولو لم تكن هذه الوديان والفجاج، فإنّ سلاسل الجبال العظيمة الموجودة في المناطق المختلفة من الأرض كانت ستنفصل بعضها عن بعض بحيث ينفصل إرتباطها تماماً، وهذا يدلّ انّ هذه الظواهر الكونيّة كلّها وفق حساب دقيق.
﴿وَجَعَلْنَا فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ﴾ جبالا ثوابت كراهة ﴿أَن تَمِيدَ﴾ تتحرك ﴿بِهِمْ وَجَعَلْنَا فِيهَا﴾ في الأرض أو الرواسي ﴿فِجَاجًا﴾ طرقا واسعة ﴿سُبُلًا﴾ بدل ﴿لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ﴾ إلى مقاصدهم في الأسفار أو إلى وحدانية الله بالاعتبار.