ثمّ يشير القرآن إلى إحدى مطالب اُولئك المستعجلين فيقول: (ويقولون متى هذا الوعد إن كنتم صادقين) فهؤلاء كانوا ينتظرون قيام القيامة بفارغ الصبر، وهم غافلون عن أنّ قيام القيامة يعني تعاستهم وشقاءهم المرير، ولكن ماذا يمكن فعله؟ فإنّ الإنسان العجول يعجّل حتّى في قضيّة تعاسته وفنائه؟
والتعبير بـ(إن كنتم صادقين) بصيغة الجمع مع أنّ المخاطب رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، من أجل أنّهم أشركوا أنصاره وأتباعه الحقيقيّين في الخطاب، فكأنّهم أرادوا أن يقولوا: إنّ عدم قيام القيامة دليل على أنّكم كاذبون جميعاً.
﴿وَإِذَا رَآكَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِن يَتَّخِذُونَكَ إِلَّا هُزُوًا﴾ مهزوءا به يقولون ﴿أَهَذَا الَّذِي يَذْكُرُ آلِهَتَكُمْ﴾ أي يعيبها ﴿وَهُم بِذِكْرِ الرَّحْمَنِ﴾ بتوحيده أو بكتابه ﴿هُمْ كَافِرُونَ﴾ جاحدون كرر.