وقارنت الآية الأخيرة بين القرآن وباقي الكتب السابقة: (وهذا ذكر مبارك أنزلناه أفأنتم له منكرون)؟ ولماذا الإنكار؟ لأنّه ذكر لكم ومصدر وعيكم ويقظتكم وتذكيرهم؟ ألأنّه مصدر البركة وفيه خير الدنيا وخير الآخرة، ومنبع الإنتصارات والسعادات؟ فهل يُنكر مثل هذا الكتاب الذي يستبطن أدلّة أحقّيته فيه، وقد سطعت نورانيّته، والذين يسيرون في طريقه سعداء منتصرون؟!
ولكي نعرف مدى أثر القرآن في التوعية وما له من البركات، فيكفي أن نرى حال سكّان جزيرة العرب قبل نزول القرآن عليهم، إذ كانوا يعيشون في جاهلية جهلاء وفقر وتعاسة وتفرّق وتمزّق، ثمّ نرى حالهم بعد نزول القرآن حيث أصبحوا اُسوة ومثلا حسناً للآخرين، ونرى كذلك حال الأقوام الآخرين قبل وصول القرآن إليهم وبعده.
﴿وَهَذَا﴾ أي القرآن ﴿ذِكْرٌ مُّبَارَكٌ﴾ كثير الخير ﴿َنزَلْنَاه﴾ على محمد ﴿أأَفَأَنتُمْ لَهُ مُنكِرُونَ﴾ استفهام توبيخ.