إلاّ أنّ جماعة منهم تذكّروا ما سمعوه من إبراهيم (ع) وإزدرائه بالأصنام وتهديده لها وطريقة تعامله السلبي لهذه الآلهة المزعومة! (قالوا سمعنا فتىً يذكرهم يقال لهم إبراهيم)(2).
صحيح أنّ إبراهيم - طبقاً لبعض الرّوايات - كان شاباً، وربّما لم يكن سنّه يتجاوز (16) عاماً، وصحيح أنّ كلّ خصائص الرجولة من الشجاعة والشهامة والصراحة والحزم قد جمعت فيه، إلاّ أنّ من المسلّم به أنّ مراد عبّاد الأصنام لم يكن سوى التحقير، فبدل أن يقولوا: إنّ إبراهيم قد فعل هذا الفعل، قالوا: إنّ فتى يقال له إبراهيم كان يقول كذا ... أي إنّه فرد مجهول تماماً، ولا شخصيّة له في نظرهم.
﴿قَالُوا﴾ أي بعضهم ﴿سَمِعْنَا فَتًى يَذْكُرُهُمْ﴾ يعيبهم ﴿يُقَالُ لَهُ إِبْرَاهِيمُ﴾.