التّفسير
الكافرون على أعتاب القيامة:
كان الكلام في آخر الآيات السابقة على المؤمنين العاملين للصالحات، وتشير الآية الأُولى من هذه الآيات إلى الأفراد في الطرف المقابل لاُولئك، وهم الذين استمرّوا في الضلال والفساد إلى آخر نفس، فتقول: (وحرام على قرية أهلكناها أنّهم لا يرجعون)(1).
إنّ هؤلاء في الحقيقة اُناس ترفع الحجب عن أعينهم وأنظارهم بعد مشاهدة العذاب الإلهي، أو بعد فنائهم وإنتقالهم إلى عالم البرزخ، وعندها يأملون أن يرجعوا إلى الدنيا ليصلحوا أخطاءهم ويعملون الصالحات، إلاّ أنّ القرآن يقول بصراحة: إنّ رجوع هؤلاء حرام تماماً، ولم يبق طريق لجبران ما صدر منهم.
وهذا يشبه ما جاء في الآية (99) من سورة المؤمنون: (حتّى إذا جاء أحدهم الموت قال ربّ ارجعون لعلّي أعمل صالحاً فيما تركت كلاّ ..).
وقد ذكرت في تفسير هذه الآية توضيحات أُخرى نشير إلى بعضها في الهامش(2).
﴿وَحَرَامٌ﴾ ممتنع ﴿عَلَى قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا﴾ قدرنا إهلاك أهلها ﴿أَنَّهُمْ لَا يَرْجِعُونَ﴾ أي ممتنع عليهم عدم رجوعهم للجزاء أو رجوعهم إلى الدنيا على زيادة لا أو تعليل.