والثّالثة: إنّهم (لا يحزنهم الفزع الأكبر).
وقد إعتبر بعضهم أنّ هذا الفزع الأكبر إشارة إلى أهوال يوم القيامة التي هي أكبر من كلّ هول وفزع، وعدّه بعضهم إشارة إلى نفخة الصور وإختلافات الأحوال وتبدّلها عند إنتهاء هذه الدنيا، والزلزال العجيب الذي سيدكّ أركان هذا العالم كما جاء في الآية (87) من سورة النحل.
ولكن لمّا كان هول يوم القيامة وفزعها أهمّ وأكبر من جميع تلك الاُمور، فإنّ التّفسير الأوّل يبدو هو الأصحّ.
والرّابعة: من ألطاف الله تعالى لهؤلاء هو ما ذكرته الآية محلّ البحث: (وتتلقّاهم الملائكة هذا يومكم الذي كنتم توعدون).
وفي نهج البلاغة أنّ أمير المؤمنين علياً (ع) قال: "فبادروا بأعمالكم تكونوا مع جيران الله في داره، رافق بهم رسله، وأزارهم ملائكته، وأكرم أسماعهم أن تسمع حسيس جهنّم أبداً"(4).
﴿لَا يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الْأَكْبَرُ﴾ النفخة الأخيرة أو الانصراف إلى النار أو إطباقها على أهلها ﴿وَتَتَلَقَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ﴾ تستقبلهم بالتهنئة قائلين ﴿هَذَا يَوْمُكُمُ﴾ وقت ثوابكم ﴿الَّذِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ﴾ في الدنيا.