ثمّ يتطرّق القرآن المجيد في جملة قصيرة عميقة المعنى إلى أحد أسباب ضلال هؤلاء القادة، فيقول: (ثاني عطفه ليضلّ عن سبيل الله) إنّهم يريدون أن يضلّوا الناس عن سبيل الله بغرورهم وعدم إهتمامهم بكلام الله وبالأدلّة العقليّة الواضحة.
"ثاني" مشتقّة من "ثني" بمعنى التواء و "عطف" تعني "جانب" فالجملة تعني ثني الجانب، أي الإعراض عن الشيء وعدم الإهتمام به.
ويمكن أن تكون عبارة "ليضلّ" هدف هذا الإعراض، أي إنّهم (قادة الضلال) يستخفّون بآيات الله والهداية الإلهيّة لتضليل الناس.
ويمكن أن تكون نتيجة لذلك.
أي أنّ محصّلة الإعراض وعدم الإهتمام هو صدّ الناس عن سبيل الحقّ.
ويعقب القرآن ذلك ببيان عقابهم الشديد في الدنيا والآخرة بهذه الصورة: (له في الدنيا خزي ونذيقه يوم القيامة عذاب الحريق).
﴿ثَانِيَ عِطْفِهِ﴾ متكبرا أو معرضا عن الحق وثني العطف كناية عن التكبر والإعراض عن الشيء ﴿لِيُضِلَّ﴾ الناس ﴿عَن سَبِيلِ اللَّهِ﴾ دينه ﴿لَهُ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ﴾ بوقعة بدر ﴿وَنُذِيقُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَذَابَ الْحَرِيقِ﴾ النار محرقة.