وأشارت الآية التالية إلى خلاصة الآيات السابقة، فقالت: (وكذلك أنزلناه آيات بيّنات).
لقد أوضحت الآيات السابقة أدلّة المعاد والبعث، كالمراحل التي يمرّ بها الجنين الإنساني ونموّ النباتات وإحياء الأرض بعد موتها، وأدلّة أُخرى على عدم نفع الأصنام وضرّها، وعرضت أعمال الذين يجعلون الدين وسيلة لبلوغ المنافع التافهة.
ولكن هذه الأدلّة الواضحة والبراهين الدامغة لا تكفي لتقبّل الحقّ، بل لابدّ من إستعداد ذاتي لذلك.
ولهذا يقول القرآن المجيد في نهاية الآية: (وأنّ الله يهدي من يريد).
وقد قلنا مراراً: إنّ إرادة الله ليست بلا حساب، فهو المدبّر الحكيم يهدي من يشاء بآياته البيّنات، خاصّةً اُولئك المجاهدين في سبيله، وهم يرجون هدايته بكلّ مشاعرهم(3).
﴿وَكَذَلِكَ﴾ الإنزال لما سبق ﴿أَنزَلْنَاهُ﴾ أي القرآن ﴿آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ﴾ ظاهرات ﴿وَأَنَّ﴾ ولأن ﴿اللَّهَ يَهْدِي﴾ يوفق أو يثبت على الهدى ﴿مَن يُرِيدُ﴾ توفيقه أو تثبيته.