وأخيراً الهبة الرّابعة والخامسة التي يهبها الله للمؤمنين الصالحين ذات سمة روحانية (وهدوا إلى الطيب من القول) حديث ينمي الروح.
وألفاظ تثير حيوية الإنسان، وكلمات ملؤها النقاء والصفاء التي تبلغ بالروح درجة الكمال وتملأ القلب بهجةً وسروراً، (وهدوا إلى صراط الحميد)(7) هكذا يهدون إلى طريق الله الحميد، الجدير بالثناء، طريق معرفة الله والتقرّب المعنوي والروحي إليه، سبيل العشق والعرفان.
حقّاً إنّ الله يهدي المؤمنين إلى هذا الطريق الذي ينتهي إلى أعلى درجات اللذّة الروحيّة.
ونقرأ في حديث رواه علي بن إبراهيم (المفسّر المعروف) في تفسيره، أنّ القصد من "الطيب من القول" التوحيد والإخلاص ويعني "الصراط الحميد" الولاية والإقرار بولاية القادة الربانيّين (وبالطبع هذا أحد البراهين الواضحة للآية).
كما يستنتج من التعابير المختلفة الواردة في الآيات السابقة وفي سبب نزولها أنّ هناك عذاباً عسيراً صعباً ينتظر مجموعة خاصّة من الكفّار الذين يعاندون الله ويحاولون تضليل الآخرين.
إنّهم أفراد من قادة الكفر كالذين تقدّموا في معركة بدر لمبارزة علي (ع) وحمزة بن عبدالمطّلب وعبيدة بن الحارث.
﴿وَهُدُوا إِلَى الطَّيِّبِ مِنَ الْقَوْلِ﴾ كلمة التوحيد أو قول الحمد لله أو القرآن ﴿وَهُدُوا إِلَى صِرَاطِ الْحَمِيدِ﴾ دين المحمود وهو الله أو طريق المحل المحمود وهو الجنة.