وآخر آية من الآيات السالفة الذكر في الواقع دليل على ما مضى حيث تقول: (ذلك بأنّ الله هو الحقّ وأنّ ما يدعون من دونه هو الباطل وأنّ الله هو العلي الكبير).
إن شاهدتم إنتصار الحقّ وهزيمة الباطل، فإنّ ذلك بلطف الله الذي ينجد المؤمنين ويترك الكافرين لوحدهم.
إنّ المؤمنين ينسجمون مع قوانين الوجود العامّة، بعكس الكافرين الذين يكون مآلهم إلى الفناء والعدم بمخالفتهم تلك القوانين.
والله حقّ وغيره باطل.
وجميع البشر والمخلوقات التي ترتبط بشكل ما بالله تعالى هي حقّ أيضاً.
أمّا غيرها فباطل بمقدار إبتعادها عنه عزّوجلّ(2).
وكلمة "عليّ" مشتقّة من "العلو" بمعنى ذي المنزلة الرفيعة، وتطلق أيضاً على القادر والقاهر الذي لا تقف أمامه قدرة.
أمّا كلمة "الكبير" فهي إشارة إلى سعة علم الله وقدرته، وطبيعي أنّ من يملك هذه الصفات بإمكانه مساعدة أحبّائه وتدمير أعدائه، إذن فليطمئن المؤمنون إلى ما وعدهم الله تعالى.
﴿ذَلِكَ﴾ الوصف بالقدرة والعلم ﴿بِأَنَّ اللَّهَ﴾ بسبب أنه ﴿هُوَ الْحَقُّ﴾ الثابت الإلهية المستلزمة للقدرة والعلم ﴿وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ﴾ يعبدون ﴿مِن دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ﴾ الزائل ﴿وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ﴾.