في البداية تشير الآية إلى أربعة تعليمات (ياأيّها الذين آمنوا اركعوا واسجدوا واعبدوا ربّكم وافعلوا الخير لعلّكم تفلحون) وقد بيّنت الآية ركنين من أركان الصلاة، الركوع والسجود لأهميتهما الإستثنائية في هذه العبادة العظيمة.
والأمر بعبادة الله - بعد الأمر بالركوع والسجود - يشمل جميع العبادات.
ولفظ "ربّكم" إشارة إلى لياقته للعبادة وعدم لياقة غيره لها، لأنّه سبحانه وتعالى مالك عبيده وجميع مخلوقاته ومربّيهم.
والأمر بفعل الخير يشمل أعمال الخير دون قيد أو شرط، وما نقل عن ابن عبّاس من أنّ هذه الآية تتناول صلة الرحم ومكارم الأخلاق هو بيان مصداق بارز لمفهوم الآية العامّ.
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا﴾ أي صلوا ﴿وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ﴾ بكل ما تعبدكم به ﴿وَافْعَلُوا الْخَيْرَ﴾ كصلة الرحم ومكارم الأخلاق ﴿لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾ أي راجين للفوز بنعيم الجنة غير قاطعين به متكلين على أعمالكم