وعلى كل حال، فقد كتب كتاباً وجيزاً ذا مغزى عميق، وسلّمه إلى الهدهد وقال له: (اذهب بكتابي فألقه إليهم ثمّ تولّ عنهم فانظر ماذا يرجعون)(1).
يستفاد من التعبير (ألقه إليهم) أن يلقي الكتاب عندما تكون ملكة سبأ حاضرة بين قومها، لئلا تعبث به يد النسيان أو الكتمان.
﴿اذْهَب بِّكِتَابِي هَذَا فَأَلْقِهْ إِلَيْهِمْ﴾ إلى الذين دينهم ما ذكرت واهتم بأمر الدين فلم يقل إليها ﴿ثُمَّ تَوَلَّ﴾ تنح ﴿عَنْهُمْ﴾ متواريا قريبا منهم ﴿فَانظُرْ مَاذَا يَرْجِعُونَ﴾ أي بعضهم إلى بعض من القول فألقاه في حجرها فلما قرأته.