ثمّ إن "ملكة سبأ" تحدثت عن مضمون الكتاب فقالت: (إنّه من سليمان وإنّه بسم الله الرحمن الرحيم ألاّ تعلوا علي وأتوني مسلمين)(3).
ومن البعيد - كما يبدو - أن يكون سليمان كتب كتابه إلى ملكة سبأ بهذه العبارات "وهذه الألفاظ العربيّة".
إذاً فالجمل الآنفة يمكن أن تكون منقولة بالمعنى، أو أنّها خلاصة ما كان كتبه سليمان، وقد أدّتها ملكة سبأ بهذه الوجازة والاقتضاب إلى قومها.
الطريف أن مضمون هذا الكتاب لم يتجاوَز في الواقع ثلاث جمل:
الأولى: ذكر "اسم الله" وبيان رحمانيّته ورحمته.
الثّانية: الأمر بترك الإستعلاء والغرور.. لأنّ الإستعلاء مصدر المفاسد الفرديّة والإجتماعيّة.
والثّالثة: التسليم والإذعان للحق.
وإذا أمعنا النظر لم نجد شيئاً آخر لابدّ من ذكره.
﴿إِنَّهُ﴾ أي الكتاب أو عنوانه ﴿مِن سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ﴾.