ثمّ يضيف القرآن قائلا: (أئنكم لتأتون الرجال شهوةً من دون النساء).
وقد ورد التعبير عن هذا العمل القبيح بالفاحشة، ثمّ وضحه أكثر لئلا يبقى أي إبهام في الكلام، وهذا اللون من الكلام واحد من فنون البلاغة لبيان المسائل المهمة.
ولكي يتّضح بأن الدافع على هذا العمل هو الجهل، فالقرآن يضيف قائلا: (بل أنتم قوم تجهلون).
تجهلون بالله.. وتجهلون هدف الخلق ونواميسه.. وتجهلون آثار هذا الذنب وعواقبه الوخيمة، ولو فكرتم في أنفسكم لرأيتم أن هذا العمل قبيح جدّاً، وقد جاءت الجملة بصيغة الإستفهام ليكون الجواب نابعاً من أعماقهم ووجدانهم، فيكون أكثر تأثيراً.
﴿أَئِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ﴾ بيان الفاحشة ﴿شَهْوَةً﴾ علة تقرر قبحه ﴿مِّن دُونِ النِّسَاء﴾ اللاتي خلقهن لكم﴿بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ﴾ عاقبتها أو تفعلون فعل من يجهل فحشها.