مثالان رائعان لوصف حالة المنافقين:
بعد أن بين القرآن صفات المنافقين وخصائصهم، يقدّم مثالين متحركين لتجسيم وضعهم:
1 - ﴿مَثَلُهُمْ﴾ المنافقين ﴿كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوقَدَ نَاراً﴾ في ليلة مظلمة، كي يهتدي بها إلى طريق ويبلغ مقصده.
﴿فَلَمّا أضَاءَتْ مَا حَوْلَهُ ذَهَبَ اللهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ في ظُلُمَات لاَ يُبْصِرُونَ﴾.
لقد ظنّ هؤلاء أنهم قادرون على أن يحققوا أهدافهم بما لديهم من إمكانات إنارة محدودة.
ولكن نارهم سرعان ما انطفأت بسبب عوامل جوّيّة، أو بسبب نفاد الوقود، يوظلّوا حائرين لا يهتدون سبي.
﴿مَثَلُهُمْ﴾ حالهم العجيبة ﴿كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَاراً﴾ ليبصر بها ما حوله ﴿فَلَمَّا أَضَاءتْ مَا حَوْلَهُ ذَهَبَ اللّهُ بِنُورِهِمْ﴾ بإرسال ريح أو مطر أطفأها وذلك لأنهم أبصروا بظاهر الإيمان الحق وأعطوا أحكام المسلمين فلما أضاء إيمانهم الظاهر ما حولهم أماتهم الله وصاروا في ظلمات عذاب الآخرة ﴿وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ لاَّ يُبْصِرُونَ﴾ بأن منعهم المعاونة واللطف وخلى بينهم وبين اختيارهم وإسناد الإذهاب إليه تعالى لأنه المسبب للإطفاء وعدي بالباء لإفادتها الاستصحاب وعدل عن الضوء الموافق لأضاءت إلى النور للمبالغة إذ لو قيل ذهب بضوئهم لأوهم الذهاب بالزيادة وبقاء ما يسمى نورا.