ويثير القرآن في السؤال الرّابع مسألة الهداية فيقول: هل أن الاصنام أفضل، (أمّن يهديكم في ظلمات البرّ والبحر) بواسطة النجوم (ومن يرسل الرياح بشراً بين يدي رحمته)؟!!.
فالرياح التي تدل على نزول الغيث، وكأنّها رسل البشرى تتحرك قبل نزول الغيث، إنّها في الحقيقة تهدي الناس إلى الغيث أيضاً.
والتعبير بـ (بشراً) في شأن الرياح، والتعبير بـ (بين يدي رحمته) في شأن الغيث، كلاهما تعبيران طريفان لأنّ الرياح هي التي تحمل الرطوبة في الجو وتنقل أبخرة الماء من على وجه المحيطات بشكل قطعات من السحب على متونها، إلى النقاط اليابسة، وتخبر عن قدوم الغيث!
وكذلك الغيث الذى ينشد نغمة الحياة على وجه البسيطة، وحيثما نزل حلت البركة والرحمة(8).
(ذكرنا شرحاً مفصلا في تأثير الرياح في نزول الغيث في ذيل الآية 57 من سورة الأعراف).
ويخاطب القرآن في ختام الآية المشركين مرّة أُخرى فيقول: (ءإله مع الله)؟!
ثمّ يضيف دون أن ينتظر الجواب قائلا (تعالى الله عما يشركون).
﴿أَمَّن يَهْدِيكُمْ فِي ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ﴾ بالنجوم وعلامات الأرض وظلماتهما ظلمات الليل فيهما أو مبهما أو مبهمات طرقهما ﴿وَمَن يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ﴾ قدام المطر ﴿أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ﴾ الخالق ﴿تَعَالَى اللَّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ﴾ به من المخلوق.