والأمر الأخير - في آخر آية من هذه السورة - مُوجه للنبيّ أن يحمد الله على هذه النعم الكبرى، ولا سيما نعمة الهداية فيقول: (وقل الحمدلله) هذا الحمد أو الثناء يعود لنعمة القرآن، كما يعود للهداية أيضاً، ويمكن أن يكون مقدمة للجملة التالية (سيريكم آياته فتعرفونها).
وهذا التعبير إشارة إلى أنّه مع مرور الزمان وتقدم العلم والمعرفة، سينكشف كل يوم بعض أسرار عالم الوجود، ويرفع ستار جديد عنها.. وستعرفون نعم الله وعظمة قدرته وعمق حكمته يوماً بعد يوم.. وإراءة الآيات هذه مستمرّة دائماً ولا تنقطع مدى عمر البشر.
إلاّ أنّكم إذا واصلتم طريق الخلاف والإنحراف، فلن يترككم الله سدى (وما ربّ بغافل عما يعمل الظالمون).
ولا تتصوروا بأنّ الله إذا أخر عقابكم بلطفه، فهو غير مطلع على أعمالكم، وأنّها لا تسجل في اللوح المحفوظ.
وجملة (وما ربّك بغافل عمّا تعملون) الواردة بنفسها أو مع شيء من التفاوت اليسير في تسع آيات من القرآن جملة موجزة، وهي تهديد ذو معنى عميق، وإنذار لجميع الناس.
والحمد لله رب العالمين
نهاية سورة النمل
﴿وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ﴾ على نعمة الرسالة وغيرها ﴿سَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ﴾ في الآخرة ﴿فَتَعْرِفُونَهَا﴾ يقينا أنها آية ﴿وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ﴾ بالياء والتاء وإنما يمهلهم لوقتهم