التّفسير
مراحل تكامل الجنين في الرحم:
إنّ ذكر الآيات السابقة أوصاف المؤمنين الحقيقيين، وما يمنحهم الله من جزاء عظيم يبعث في القلوب الشوق للإلتحاق بصفوفهم، لكن بأي طريق؟
تبيّن الآيات موضع البحث - وقسم من الآيات التالية لها - السبيل لكسب الإيمان والمعرفة، حيث يمسك القرآن بيد الإنسان ليأخذه إلى "عالم النفس" وليكشف له أسرار باطنه وهو "السير الأنفسي"، وتثير الآيات التالية لها إنتباه الإنسان إلى عالم الظاهر والمخلوقات المدهشة في عالم الوجود وسبر عالم الآفاق، وهو "السير الآفاقي".
تقول الآيات أوّلا: (ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين)(1).
أجل، إنّ هذه الخطوة الأُولى التي خلق الله فيها الإنسان بكلّ عظمته وإستعداده وجدارته والذي يعتبر أفضل مخلوقاته من تراب مهين لا قدر ولا قيمة له، وهكذا تجلّت قدرته سبحانه وتعالى في هذا الخلق البديع.
﴿ وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِن سُلَالَةٍ﴾ صفوة سلت من الكدر ﴿مِّن طِينٍ﴾ وهو آدم أو الجنس لأنهم خلقوا من نطف استلت موادها من طين.