فأجاب الله دعوته، وطمأنه بإجابة ما طلبه منه و (قال سنشد عضدك بأخيك ونجعل لكما سلطاناً) فالسلطة والغلبة لكما في جميع المراحل.
وبشرهما بالنصر والفوز، وأنّه لن يصل إليهما سوء من أولئك: إذ قال سبحانه: (فلا يصلون إليكما بآياتنا) فبهذه الآيات والمعاجز لن يستطيعوا قتلكما أو الاضرار بكما (أنتما ومن اتبعكما الغالبون).
فكان ما أوحى الله إلى موسى أملا كبيراً وبشارةً عظمى اطمأن بها قلبه، وأصبح راسخ العزم والحزم، وسنجد آثار ذلك في الصفحات المقبلة حين نقرأ الجوانب الأُخرى من قصّة موسى(ع) إن شاء الله(3).
﴿قَالَ سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ﴾ نقويك به قوة اليد وقوتها بشدة العضد ﴿وَنَجْعَلُ لَكُمَا سُلْطَانًا﴾ تسلطا وحجة ﴿فَلَا يَصِلُونَ إِلَيْكُمَا﴾ بسوء ﴿بِآيَاتِنَا﴾ متعلق بمقدر أي اذهبا بها ﴿أَنتُمَا وَمَنِ اتَّبَعَكُمَا الْغَالِبُونَ﴾.