يقول القرآن الكريم: (فأخذناه وجنوده فنبذناهم في اليمّ).
أجل، لقد جعلنا سبب موتهم في مصدر معيشتهم، وجعلنا النيل الذي هو رمز عظمتهم وقوّتهم مقبرةً لهم!.
من الطريف أنّ القرآن يعبّر بـ"نبذناهم" من مادة "نبذ" على زنة "نبض" ومعناه رمي الأشياء التي لا قيمة لها وطرحها بعيداً، تُرى ما قيمة هذا الإنسان الأناني المتكبر المتجبّر الجاني المجرم؟!
أجل، لقد نبذنا هؤلاء الذين لا قيمة لهم من المجتمع البشري، وطهّرنا الأرض من لوث وجودهم.
ثمّ، يختتم الآية بالتوجه إلى النّبي(ص) قائلا: (فانظر كيف كان عاقبة الظالمين).
هذا النظر ليس بعين "البصر" بل هو بعين "البصيرة"، وهو لا يخص ظلمة الماضي و فراعنة العهد القديم، بل إن ظلمة هذا العصر ليس لهم من مصير سوى هذا المصير المشؤوم!.
﴿فَأَخَذْنَاهُ وَجُنُودَهُ فَنَبَذْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ﴾ طرحناهم في البحر ﴿فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الظَّالِمِينَ﴾ بتكذيب الرسل.