يقول أوّلا: (ولا يصدّنك عن آيات الله بعد إذ اُنزلت إليك) وبالرغم من أن النهي موجه إلى الكفار، إلاّ أن مفهوم الآية عدم تسليم النّبي(ص) أمام صدّ الكافرين، وإحباطهم ومؤامراتهم، وهذا تماماً يشبه ما لو قلنا مثلا: لا ينبغي أن يوسوس لك فلان، فمعناه: لا تستسلم لوسوسته!.
وبهذا الأسلوب يأمر الله النّبي(ص) أن يقف راسخ القدم عند نزول الآيات ولا يتردد في الأمر، وأن يزيل الموانع من قارعة الطريق مهما بلغت، ولْيَسر نحو هدفه مطمئناً، فإنّ الله حاميه ومعه أبداً.
ويقول ابن عباس: وإن كان المخاطب هو النّبي(ص)، إلاّ أنّ المراد عموم الناس، وهو من قبيل المثل العربي المعروف "إيّاك أعني واسمعي يا جارة!".
وبعد هذا الخطاب الذي فيه جنبة نهي، يأتي الخطاب الثّاني وفيه سمة إثبات فيقول: (وادع إلى ربّك).. فالله الذي خلقك وهو الذي ربّاك ورعاك...
والامر الثالث، بعد الأمر بتوحيد الله، هو نفي جميع أنواع الشرك وعبادة الأصنام (ولا تكونن من المشركين)... فإن طريق التوحيد واضحة بينة، ومنساروا عليها فهم على صراط مستقيم!.
﴿وَلَا يَصُدُّنَّكَ﴾ أي الكافرون عن آيات الله عن تلاوتها واتباعها ﴿عَنْ آيَاتِ اللَّهِ بَعْدَ إِذْ أُنزِلَتْ إِلَيْكَ وَادْعُ إِلَى رَبِّكَ﴾ إلى توحيده وعبادته ﴿وَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكِينَ﴾ بإعانتهم.