التّفسير
لا مهربَ من سلطان الله:
كان الكلام في الآيات السابقة عن امتحان المؤمنين الشامل، والآية الأُولى من الآيات أعلاه تهديد شديد للكفار والمذنبين، لئلا يتصوروا أنّهم حين يضيّقون على المؤمنين ويضغطون عليهم ولا يعاقبهم الله فوراً، فإنّ الله غافل عنهم أو عاجز عن عذابهم، تقول الآية هذه: (أم حسب الذين يعملون السيئات أن يسبقونا ساء ما يحكمون).
فلا ينبغى أن يغرّهم إمهال الله إيّاهم فهو امتحان لهم، كما أنّه فرصة للتوبةوالعودة إلى ساحة الله تعالى.
وما ذهب إليه بعض المفسّرين من أنّ هذه الآية هي إشارة إلى المؤمنين المذنبين، فلا يناسب هذا التّفسير سياق الآيات بأي وجه، بل جميع القرائن تدل على أنّ المقصود بالآية هم المشركون والكفار.
﴿أَمْ﴾ بل ﴿حَسِبَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ﴾ الكفر والمعاصي ﴿أَن يَسْبِقُونَا﴾ أن يفوتونا فنعجز عن الانتقام منهم ﴿سَاء مَا يَحْكُمُونَ﴾ حكمهم هذا.