وآخر آية - محل البحث - توضيح لما تقدم ذكره في الآية السابقة بشكل مبهم تحت عنوان الجهاد، فهنا يكشف القرآن حقيقة الجهاد فيقول: (والذين آمنوا وعملوا الصالحات لنكفرن عنهم سيئاتهم).
إذن أوّل فائدة كبيرة لهذا الجهاد الكبير (وهو الإيمن والعمل الصالح) هي تكفير الذنوب وسترها على الإنسان، كما أن الثواب سيكون من نصيبهم، كما يقول القرآن في نهاية هذه الآية أيضاً: (ولنجزينهم أحسن الذي كانوا يعملون).
كلمة "نكفّر" مشتقة من مادة "تكفير" ومعناها في الأصل التغطية والستر، والمقصود بتغطية الذنوب هنا عفو الله وصفحه!
والتعبير بـ(أحسن الذي كانوا يعملون) مع أن الله يجزي على الأعمال الصالحة - حسنةً كانت أم أحسن لعله إشارة إلى أنّنا نجازي جميع أعمالهم الصالحة والحسنة بأحسن الجزاء، أي إذا كانت بعض أعمالهم أحسن وبعضها حسناً، فنحاسب الجميع بالأحسن، وهذا هو معنى تفضل الله سبحانه.
وفي آيات أُخرى من القرآن، كالآية (38) من سورة النور وردت الإشارة إلى ذلك أيضاً (ليجزيهم الله أحسن ما عملوا ويزيدهم من فضله).
﴿وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَنُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ﴾ السابقة من الكفر والمعاصي بالإيمان والعمل ﴿وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَحْسَنَ الَّذِي كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾ بأحسن جزائه.